كتاب حوارات في علم الاستغراب مع مفكرين وباحثين من العالمين العربي والإسلامي / ج1المكتبة التجريبية

كتاب حوارات في علم الاستغراب مع مفكرين وباحثين من العالمين العربي والإسلامي / ج1

هل الاستغراب هو معرفتنا بالغرب، أم أنه معرفة الغرب بنفسه، أم المعرفتين معاً؟. ونضيف: هل يندرج اهتمامنا بالاستغراب كميدان علمي مستحدث أملته ضرورات حضارية، أم أنّه ضربٌ من انفعالٍ ارتداديٍ على ما اقترفه الاستشراق من جنايات وهو يتاخم مجتمعاتنا خلال أحقابه المتعاقبة؟ الإجابات المحتملة قد تتعدّى حدود وآفاق هذا التساؤل المركب. فالاستفهام عمّا إذا كان الاستغراب يؤلّف مفهومًا حقيقيًا له واقعه أم أنّه مجرّد شائعة، هو استفهام مشروع. إذ حين تتحوّل مفردة «الاستغراب" من ملفوظ له منزلته في عالم اللغة، إلى مصطلح له حقله الدلالي المفترض يصبح العثور على تحديد دقيق للمصطلح ضرورة معرفية. فالاستغراب إذاً مصطلح مستحدث لا تزال أركانه النظرية والمعرفية في طور التشكُّل. وفي عالم المفاهيم يصبح الكلام عن «مصطلح الاستغراب» أكثر تعقيداً. ومرجع الأمر إلى فرادته وخصوصيته، وإلى حداثة دخوله مجال المداولة في الفكر الإسلامي والمشرقي المعاصر. ربما لهذه الدواعي لم يتحوّل هذا المصطلح بعد إلى مفهوم، ذلك على الرغم من المجهودات الوازنة التي بذلها مفكّرون عرب ومسلمون من أجل تظهير علم معاصر يُعنى بمعرفة الغرب وفهمه ومعاينته بالملاحظة والنقد، فلكي يتّخذ المصطلح مكانته كواحد من مفاتيح المعرفة في العالم الإسلامي، وَجَبَ أن تتوفّر له بيئات راعية، ومؤسّسات ذات آفاق إحيائية، في إطار مشروع حضاري متكامل. لكن واقع الحال اليوم، يفيد بأنّ ثمة بيئات مترامية الأطراف من هذه النخب لم تفارق مباغتات الحداثة الغربية سواء في حقل التعامل مع المفاهيم أو في الحقول المختلفة للمعارف والعلوم الإنسانية. وتلك حالة سارية لا تزال تُعرِبُ عن نفسها في المجتمعات المشرقية والإسلامية بوجوهٍ شتى؛ فوجهٍ يتماهى مع الحداثة ومنجزاتها لا محل فيه لمساءلة أو نقد، ووجهٍ تنحصر محاولاته داخل منظومات ايديولوجية وطنية أو قومية أو دينية، ووجه ثالثٍ يأتينا على صورة محاولات ووعود واحتمالات، ثم لا يلبث أن يظهر لنا بعد زمن، قصور أصحابها على بلورة مناهج تفكير تستهدي بها أجيال الأمّة لحل مشكلاتها الحضارية. ضرورات التأسيس لعلم الاستغراب لا يساورنا الشكّ في أنّ تحويل الاستغراب إلى حدث فكري، هو مشروع معرفي حضاري يستلزم جهداً ضخماً يطابق الغاية التي طُرِحَ من أجلها. فإذا كان «الاستغراب» يعني «علم معرفة الغرب»، فمن أُولى مقتضياته تسييل هذه المعرفة من خلال التعرُّف على مناهج التفكير الغربي الفكرية والثقافية والأيديولوجية، وإعادة قراءتها بروح نقدية عارفة. وعليه تقوم دراسته على خمس ضرورات: ـ ضرورة حضارية، أوجبتها التحوّلات الحضارية التي حدثت في مستهل القرن الحادي والعشرين. حيث بدا بوضوح لا يقبل الريب، أن حضور الإسلام عقيدة وثقافة وقيماً أخلاقية لم يعد في نهايات القرن المنصرم مجرّد حالة افتراضية، وإنّما هو حضور له فاعلية استثنائية في رسم الاتجاهات الأساسية لراهن الحضارة الانسانية ومستقبلها. ـ ضرورة توحيدية، ويفترضها التشظِّي الذي يعصف بالبلاد والمجتمعات الإسلامية ويجعل نُخبها ومثقّفيها ومكوّناتها الاجتماعية، أشبه بمستوطنات مغلقة. وَتَبَعاً لهذا التشظّي وكحاصل له، تنحدر هموم الأمة إلى المراتب الدنيا من اهتماماتها. ـ ضرورة تنظيرية، وتتأتّى من الحاجة إلى استيلاد مفاهيم ونظريات ومعارف من شأنها تحفيز منتديات التفكير، وتنمية حركة النقاش والسجال والنقد... ـ ضرورة‌ معرفيّة، وتنطلق من أهمية لمنطقة جاذبية تتداول فيها نخب المجتمعات الغربية والإسلامية الأفكار والمعارف، وتمتد عبرها خطوط التواصل في ما بينها. ـ ضرورة نقدية، ويتلازم فيها تفعيل نقد الذات بالتوازي مع نقد الآخر الغربي. الحقول المعرفية المقترحة لعلم الاستغراب تقتضي مقاربة الاستغراب كمفهوم يرمز إلى منظومة تفكير حيال الغرب، العناية بالحقول المعرفية التالية: 1. حقل معرفة الغرب ونقده: تتمحور دراسة الغرب من وجهة النظر المقترحة للإستغراب حول الأهداف التالية: ـ التعرّف على المجتمعات الغربية كما هي في الواقع، وذلك من خلال مواكبة تطوّراتها العلمية والفكرية... وعبر ما تقدّمه نخب هذه المجتمعات من معارف في سياق تظهيرها للمفاهيم والأفكار التي يشهدها مطلع القرن الحادي والعشرين. ـ التعرّف على المناهج والسياسات التي اعتمدها الغرب حيال الشرق والمجتمعات الإسلامية على وجه الخصوص، وذلك بقصد جلاء الحقائق وتبديد الأوهام التي استحلت التفكير المشرقي والإسلامي ردحاً طويلاً من الزمن. ـ المتاخمة النقدية لقيم الغرب: وذلك من خلال نقد قيم الفكر الغربي وآثارها المترتّبة فكريّاً على الانتلجنسيا الإسلامية، وبيان آليات الاستغراب السلبي الناجمة منها... ، ونقد الغرب لذاته وخصوصاً لجهة ما يكتبه الفلاسفة والمفكّرون والباحثون الغربيون من الرواد والمعاصرين حول القضايا التي تعكس أحوال مجتمعاتهم، والتحوّلات التي تحتدم فيها تلك المجتمعات في الميادين المختلفة، إضافة إلى نقد النخب الإسلامية للغرب. 2. حقل نقد الاستغراب السلبي: ويكتسب هذا الحقل ضرورته المعرفية والنقدية من ثلاثة مقتضيات: ـ وجوب تفكيك اللَّبس الذي تراكم في الوعي الإسلامي على امتداد أجيال من المتاخمة والاحتدام مع مواريث الحداثة الغربية بوجهيها المعرفي والكولونيالي. في سياق هذه المهمة يحدونا الأمل إلى بلورة نظرية معرفة ترسي قواعد فهم جديدة للأسس والتصوّرات التي يقوم عليها العقل الغربي، وهو الأمر الذي يفتح باب الإجابة على التساؤل عما لو تيسَّر لنا ان نكوِّن فهماً صائباً عن غربٍ انتج شتى أنواع الفنون والقيم والأفكار، وجاءنا في الوقت عينه بما لا حصر له من صنوف العنف والغزو والحروب المستدامة. ـ إنجاز تصوّرات لمنظومة معرفية تفضي إلى تسييل المعارف والمفاهيم الإسلامية ضمن تعرُّف خلاَّق لا تشوبه التباسات ثقافة الاستشراق وعيوبها. وما من ريب في أن الداعي إلى هذا التعرّف تجاوز الانسداد الحضاري الذي لا نزال نعيش تداعياته وآثاره على امتداد خمسة قرون خلت من ولادة الحداثة. 3. حقل الاستشراق والاستشراق المستحدث: يدخل الاستشراق ببعديه الكلاسيكي والمستحدث كمادة أصيلة في دراسة الغرب، وهو ما يتطلّب التعرُّف على مبانيه ومناهجه، فإنّ الغرب بمؤسّساته الفلسفية واللاهوتية والايديولوجية والسياسية، دخل في اختصام عميق مع الإسلام. حيث اشتغل على بناء منظومة في إطار حركة الاستشراق التي استهلّت رحلتها المعادية للإسلام بعد سقوط الأندلس عام 1492م. وهذا ما يفرض إجراء تحويل جوهري في فضاء التناظر المعرفي بين الإسلام والغرب. قوام هذا التحويل، تفكيك التبعية التفكيرية للغرب ومناظرته على أرض التضاد الإيجابي. الأمر الذي يقيم الاستغراب على نشأة معاكسة للمسار والمحتوى والغايات التي أرادها له الاستشراق من سابق تصوّر وتصميم. وإنّ ذلك يوجب وعي حقيقة أنّ الإستشراق المستأنف أنشأ القابل الإسلامي وفق كلماته ورؤياه من دون أن يُحِلَّ فيه روح حداثته. والنتيجة أنّ الشرق ظل شاهداً براَّنياً على عقل الغرب، ونظيره الضعيف في آن. حتى أن كثيراً من الدارسين الغربيين لم يروا إلى الحركات الفكرية في الشرق الا كظلٍّ صامتٍ ينتظر من يهبه الحياة. الأمر الذي أدّى إلى حضور المستشرق الغربي حضوراً بيِّناً في إعادة تشكيل وعي الشرق وثقافته وفي طريقة تفكيره حيال نفسه وحيال الغرب في آن. 4 ـ حقل التنظير: التنظير بحسب فرضيتنا غير موقوف على توصيف ظاهر الحدث وترصّده. فإنه قبل أي شيء، مجهود متبصِّر يروم معاينة النَشَآت الأولى الكامنة في الظواهر والأحداث والأفكار والمفضية ثمة إلى ولادتها. تلقاء ذلك تنسلك مهمة المنِّظر في المسرى الانطولوجي؛ ولذا فهي مهمة طموحة تنظر إلى ما يتعدّى الاستكشاف والتحرِّي. لكأنها توعز للمُِنظِّر بعد أن فرغ من اختباراته المريرة في عالم الايديولوجيا وتحيزاتها، أن يعبر إلى الضفة الأخرى. إلى ما لا يتناهى التفكُّر فيه داخل منطقة فراغ يفترض أن يحرز المنظِّر معها مَلَكَة المبادرة إلى فتحٍ معرفي يكون في الآن عينه مؤتمناً عليه، وعاملاً على تغذيته وتسييله. ولأن من شأن الفراغ أن يشهد على اللاّيقين، فمن شأن التنظير أن يسبر الأغوار، ويعيّن التخوم، ويقترح التصوّرات والأفكار. * * * يندرج هذا الكتاب الحواري في سياق الإستراتيجية الفكرية والمعرفية التي رسمها المركز الإسلامي للدراسات الاستراتيجية، لبيان وبلورة نظرية لعلم معرفة الاستغراب. وقد حوى هذا العمل الذي نقدّمه للقارئ سلسلة محاورات مع عدد من المفكّرين والباحثين في الفكر الفلسفي والسياسي وعلم الاجتماع من العالمين العربي والإسلامي. الأسئلة التي طرحت كانت موحّدة وتناولت جملة من الاستفهامات حول فهم الغرب انطلاقاً من رؤية كل من المشاركين في الحوار للتناظر الحضاري الحاصل مع الشرق العربي والإسلامي منذ بدايات النهضة الأوروبيّة مروراً بعصر الاستعمار وصولاً إلى حقبتنا المعاصرة.
مجموعة من المؤلفين - "مجموعة من المؤلفين"، هو ركن للكتب التي شارك في تأليفها أكتر من كاتب ومؤلف، وهو قسم مميز مليء بالكتب التي تعددت الجهود في إخراجها على أكمل الوجوه.
من الفكر والفلسفة - مكتبة المكتبة التجريبية.

وصف الكتاب : هل الاستغراب هو معرفتنا بالغرب، أم أنه معرفة الغرب بنفسه، أم المعرفتين معاً؟. ونضيف: هل يندرج اهتمامنا بالاستغراب كميدان علمي مستحدث أملته ضرورات حضارية، أم أنّه ضربٌ من انفعالٍ ارتداديٍ على ما اقترفه الاستشراق من جنايات وهو يتاخم مجتمعاتنا خلال أحقابه المتعاقبة؟

الإجابات المحتملة قد تتعدّى حدود وآفاق هذا التساؤل المركب. فالاستفهام عمّا إذا كان الاستغراب يؤلّف مفهومًا حقيقيًا له واقعه أم أنّه مجرّد شائعة، هو استفهام مشروع. إذ حين تتحوّل مفردة «الاستغراب" من ملفوظ له منزلته في عالم اللغة، إلى مصطلح له حقله الدلالي المفترض يصبح العثور على تحديد دقيق للمصطلح ضرورة معرفية.

فالاستغراب إذاً مصطلح مستحدث لا تزال أركانه النظرية والمعرفية في طور التشكُّل. وفي عالم المفاهيم يصبح الكلام عن «مصطلح الاستغراب» أكثر تعقيداً. ومرجع الأمر إلى فرادته وخصوصيته، وإلى حداثة دخوله مجال المداولة في الفكر الإسلامي والمشرقي المعاصر. ربما لهذه الدواعي لم يتحوّل هذا المصطلح بعد إلى مفهوم، ذلك على الرغم من المجهودات الوازنة التي بذلها مفكّرون عرب ومسلمون من أجل تظهير علم معاصر يُعنى بمعرفة الغرب وفهمه ومعاينته بالملاحظة والنقد، فلكي يتّخذ المصطلح مكانته كواحد من مفاتيح المعرفة في العالم الإسلامي، وَجَبَ أن تتوفّر له بيئات راعية، ومؤسّسات ذات آفاق إحيائية، في إطار مشروع حضاري متكامل.

لكن واقع الحال اليوم، يفيد بأنّ ثمة بيئات مترامية الأطراف من هذه النخب لم تفارق مباغتات الحداثة الغربية سواء في حقل التعامل مع المفاهيم أو في الحقول المختلفة للمعارف والعلوم الإنسانية. وتلك حالة سارية لا تزال تُعرِبُ عن نفسها في المجتمعات المشرقية والإسلامية بوجوهٍ شتى؛ فوجهٍ يتماهى مع الحداثة ومنجزاتها لا محل فيه لمساءلة أو نقد، ووجهٍ تنحصر محاولاته داخل منظومات ايديولوجية وطنية أو قومية أو دينية، ووجه ثالثٍ يأتينا على صورة محاولات ووعود واحتمالات، ثم لا يلبث أن يظهر لنا بعد زمن، قصور أصحابها على بلورة مناهج تفكير تستهدي بها أجيال الأمّة لحل مشكلاتها الحضارية.

ضرورات التأسيس لعلم الاستغراب

لا يساورنا الشكّ في أنّ تحويل الاستغراب إلى حدث فكري، هو مشروع معرفي حضاري يستلزم جهداً ضخماً يطابق الغاية التي طُرِحَ من أجلها. فإذا كان «الاستغراب» يعني «علم معرفة الغرب»، فمن أُولى مقتضياته تسييل هذه المعرفة من خلال التعرُّف على مناهج التفكير الغربي الفكرية والثقافية والأيديولوجية، وإعادة قراءتها بروح نقدية عارفة. وعليه تقوم دراسته على خمس ضرورات:

ـ ضرورة حضارية، أوجبتها التحوّلات الحضارية التي حدثت في مستهل القرن الحادي والعشرين. حيث بدا بوضوح لا يقبل الريب، أن حضور الإسلام عقيدة وثقافة وقيماً أخلاقية لم يعد في نهايات القرن المنصرم مجرّد حالة افتراضية، وإنّما هو حضور له فاعلية استثنائية في رسم الاتجاهات الأساسية لراهن الحضارة الانسانية ومستقبلها.

ـ ضرورة توحيدية، ويفترضها التشظِّي الذي يعصف بالبلاد والمجتمعات الإسلامية ويجعل نُخبها ومثقّفيها ومكوّناتها الاجتماعية، أشبه بمستوطنات مغلقة. وَتَبَعاً لهذا التشظّي وكحاصل له، تنحدر هموم الأمة إلى المراتب الدنيا من اهتماماتها.

ـ ضرورة تنظيرية، وتتأتّى من الحاجة إلى استيلاد مفاهيم ونظريات ومعارف من شأنها تحفيز منتديات التفكير، وتنمية حركة النقاش والسجال والنقد...

ـ ضرورة‌ معرفيّة، وتنطلق من أهمية لمنطقة جاذبية تتداول فيها نخب المجتمعات الغربية والإسلامية الأفكار والمعارف، وتمتد عبرها خطوط التواصل في ما بينها.

ـ ضرورة نقدية، ويتلازم فيها تفعيل نقد الذات بالتوازي مع نقد الآخر الغربي.

الحقول المعرفية المقترحة لعلم الاستغراب

تقتضي مقاربة الاستغراب كمفهوم يرمز إلى منظومة تفكير حيال الغرب، العناية بالحقول المعرفية التالية:

1. حقل معرفة الغرب ونقده: تتمحور دراسة الغرب من وجهة النظر المقترحة للإستغراب حول الأهداف التالية:

ـ التعرّف على المجتمعات الغربية كما هي في الواقع، وذلك من خلال مواكبة تطوّراتها العلمية والفكرية... وعبر ما تقدّمه نخب هذه المجتمعات من معارف في سياق تظهيرها للمفاهيم والأفكار التي يشهدها مطلع القرن الحادي والعشرين.

ـ التعرّف على المناهج والسياسات التي اعتمدها الغرب حيال الشرق والمجتمعات الإسلامية على وجه الخصوص، وذلك بقصد جلاء الحقائق وتبديد الأوهام التي استحلت التفكير المشرقي والإسلامي ردحاً طويلاً من الزمن.

ـ المتاخمة النقدية لقيم الغرب: وذلك من خلال نقد قيم الفكر الغربي وآثارها المترتّبة فكريّاً على الانتلجنسيا الإسلامية، وبيان آليات الاستغراب السلبي الناجمة منها... ، ونقد الغرب لذاته وخصوصاً لجهة ما يكتبه الفلاسفة والمفكّرون والباحثون الغربيون من الرواد والمعاصرين حول القضايا التي تعكس أحوال مجتمعاتهم، والتحوّلات التي تحتدم فيها تلك المجتمعات في الميادين المختلفة، إضافة إلى نقد النخب الإسلامية للغرب.

2. حقل نقد الاستغراب السلبي: ويكتسب هذا الحقل ضرورته المعرفية والنقدية من ثلاثة مقتضيات:

ـ وجوب تفكيك اللَّبس الذي تراكم في الوعي الإسلامي على امتداد أجيال من المتاخمة والاحتدام مع مواريث الحداثة الغربية بوجهيها المعرفي والكولونيالي. في سياق هذه المهمة يحدونا الأمل إلى بلورة نظرية معرفة ترسي قواعد فهم جديدة للأسس والتصوّرات التي يقوم عليها العقل الغربي، وهو الأمر الذي يفتح باب الإجابة على التساؤل عما لو تيسَّر لنا ان نكوِّن فهماً صائباً عن غربٍ انتج شتى أنواع الفنون والقيم والأفكار، وجاءنا في الوقت عينه بما لا حصر له من صنوف العنف والغزو والحروب المستدامة.

ـ إنجاز تصوّرات لمنظومة معرفية تفضي إلى تسييل المعارف والمفاهيم الإسلامية ضمن تعرُّف خلاَّق لا تشوبه التباسات ثقافة الاستشراق وعيوبها. وما من ريب في أن الداعي إلى هذا التعرّف تجاوز الانسداد الحضاري الذي لا نزال نعيش تداعياته وآثاره على امتداد خمسة قرون خلت من ولادة الحداثة.

3. حقل الاستشراق والاستشراق المستحدث: يدخل الاستشراق ببعديه الكلاسيكي والمستحدث كمادة أصيلة في دراسة الغرب، وهو ما يتطلّب التعرُّف على مبانيه ومناهجه، فإنّ الغرب بمؤسّساته الفلسفية واللاهوتية والايديولوجية والسياسية، دخل في اختصام عميق مع الإسلام. حيث اشتغل على بناء منظومة في إطار حركة الاستشراق التي استهلّت رحلتها المعادية للإسلام بعد سقوط الأندلس عام 1492م.

وهذا ما يفرض إجراء تحويل جوهري في فضاء التناظر المعرفي بين الإسلام والغرب. قوام هذا التحويل، تفكيك التبعية التفكيرية للغرب ومناظرته على أرض التضاد الإيجابي. الأمر الذي يقيم الاستغراب على نشأة معاكسة للمسار والمحتوى والغايات التي أرادها له الاستشراق من سابق تصوّر وتصميم. وإنّ ذلك يوجب وعي حقيقة أنّ الإستشراق المستأنف أنشأ القابل الإسلامي وفق كلماته ورؤياه من دون أن يُحِلَّ فيه روح حداثته. والنتيجة أنّ الشرق ظل شاهداً براَّنياً على عقل الغرب، ونظيره الضعيف في آن. حتى أن كثيراً من الدارسين الغربيين لم يروا إلى الحركات الفكرية في الشرق الا كظلٍّ صامتٍ ينتظر من يهبه الحياة. الأمر الذي أدّى إلى حضور المستشرق الغربي حضوراً بيِّناً في إعادة تشكيل وعي الشرق وثقافته وفي طريقة تفكيره حيال نفسه وحيال الغرب في آن.

4 ـ حقل التنظير: التنظير بحسب فرضيتنا غير موقوف على توصيف ظاهر الحدث وترصّده. فإنه قبل أي شيء، مجهود متبصِّر يروم معاينة النَشَآت الأولى الكامنة في الظواهر والأحداث والأفكار والمفضية ثمة إلى ولادتها. تلقاء ذلك تنسلك مهمة المنِّظر في المسرى الانطولوجي؛ ولذا فهي مهمة طموحة تنظر إلى ما يتعدّى الاستكشاف والتحرِّي. لكأنها توعز للمُِنظِّر بعد أن فرغ من اختباراته المريرة في عالم الايديولوجيا وتحيزاتها، أن يعبر إلى الضفة الأخرى. إلى ما لا يتناهى التفكُّر فيه داخل منطقة فراغ يفترض أن يحرز المنظِّر معها مَلَكَة المبادرة إلى فتحٍ معرفي يكون في الآن عينه مؤتمناً عليه، وعاملاً على تغذيته وتسييله. ولأن من شأن الفراغ أن يشهد على اللاّيقين، فمن شأن التنظير أن يسبر الأغوار، ويعيّن التخوم، ويقترح التصوّرات والأفكار.

* * *

يندرج هذا الكتاب الحواري في سياق الإستراتيجية الفكرية والمعرفية التي رسمها المركز الإسلامي للدراسات الاستراتيجية، لبيان وبلورة نظرية لعلم معرفة الاستغراب. وقد حوى هذا العمل الذي نقدّمه للقارئ سلسلة محاورات مع عدد من المفكّرين والباحثين في الفكر الفلسفي والسياسي وعلم الاجتماع من العالمين العربي والإسلامي.

الأسئلة التي طرحت كانت موحّدة وتناولت جملة من الاستفهامات حول فهم الغرب انطلاقاً من رؤية كل من المشاركين في الحوار للتناظر الحضاري الحاصل مع الشرق العربي والإسلامي منذ بدايات النهضة الأوروبيّة مروراً بعصر الاستعمار وصولاً إلى حقبتنا المعاصرة.


للكاتب/المؤلف : مجموعة من المؤلفين .
دار النشر : المركز الاسلامي للدراسات الاستراتيجية .
عدد مرات التحميل : 308 مرّة / مرات.
تم اضافته في : السبت , 9 أبريل 2022م.

ولتسجيل ملاحظاتك ورأيك حول الكتاب يمكنك المشاركه في التعليقات من هنا:

هل الاستغراب هو معرفتنا بالغرب، أم أنه معرفة الغرب بنفسه، أم المعرفتين معاً؟. ونضيف: هل يندرج اهتمامنا بالاستغراب كميدان علمي مستحدث أملته ضرورات حضارية، أم أنّه ضربٌ من انفعالٍ ارتداديٍ على ما اقترفه الاستشراق من جنايات وهو يتاخم مجتمعاتنا خلال أحقابه المتعاقبة؟

الإجابات المحتملة قد تتعدّى حدود وآفاق هذا التساؤل المركب. فالاستفهام عمّا إذا كان الاستغراب يؤلّف مفهومًا حقيقيًا له واقعه أم أنّه مجرّد شائعة، هو استفهام مشروع. إذ حين تتحوّل مفردة «الاستغراب" من ملفوظ له منزلته في عالم اللغة، إلى مصطلح له حقله الدلالي المفترض يصبح العثور على تحديد دقيق للمصطلح ضرورة معرفية.

فالاستغراب إذاً مصطلح مستحدث لا تزال أركانه النظرية والمعرفية في طور التشكُّل. وفي عالم المفاهيم يصبح الكلام عن «مصطلح الاستغراب» أكثر تعقيداً. ومرجع الأمر إلى فرادته وخصوصيته، وإلى حداثة دخوله مجال المداولة في الفكر الإسلامي والمشرقي المعاصر. ربما لهذه الدواعي لم يتحوّل هذا المصطلح بعد إلى مفهوم، ذلك على الرغم من المجهودات الوازنة التي بذلها مفكّرون عرب ومسلمون من أجل تظهير علم معاصر يُعنى بمعرفة الغرب وفهمه ومعاينته بالملاحظة والنقد، فلكي يتّخذ المصطلح مكانته كواحد من مفاتيح المعرفة في العالم الإسلامي، وَجَبَ أن تتوفّر له بيئات راعية، ومؤسّسات ذات آفاق إحيائية، في إطار مشروع حضاري متكامل.

لكن واقع الحال اليوم، يفيد بأنّ ثمة بيئات مترامية الأطراف من هذه النخب لم تفارق مباغتات الحداثة الغربية سواء في حقل التعامل مع المفاهيم أو في الحقول المختلفة للمعارف والعلوم الإنسانية. وتلك حالة سارية لا تزال تُعرِبُ عن نفسها في المجتمعات المشرقية والإسلامية بوجوهٍ شتى؛ فوجهٍ يتماهى مع الحداثة ومنجزاتها لا محل فيه لمساءلة أو نقد، ووجهٍ تنحصر محاولاته داخل منظومات ايديولوجية وطنية أو قومية أو دينية، ووجه ثالثٍ يأتينا على صورة محاولات ووعود واحتمالات، ثم لا يلبث أن يظهر لنا بعد زمن، قصور أصحابها على بلورة مناهج تفكير تستهدي بها أجيال الأمّة لحل مشكلاتها الحضارية.

ضرورات التأسيس لعلم الاستغراب

لا يساورنا الشكّ في أنّ تحويل الاستغراب إلى حدث فكري، هو مشروع معرفي حضاري يستلزم جهداً ضخماً يطابق الغاية التي طُرِحَ من أجلها. فإذا كان «الاستغراب» يعني «علم معرفة الغرب»، فمن أُولى مقتضياته تسييل هذه المعرفة من خلال التعرُّف على مناهج التفكير الغربي الفكرية والثقافية والأيديولوجية، وإعادة قراءتها بروح نقدية عارفة. وعليه تقوم دراسته على خمس ضرورات:

 ـ  ضرورة حضارية، أوجبتها التحوّلات الحضارية التي حدثت في مستهل القرن الحادي والعشرين. حيث بدا بوضوح لا يقبل الريب، أن حضور الإسلام عقيدة وثقافة وقيماً أخلاقية لم يعد في نهايات القرن المنصرم مجرّد حالة افتراضية، وإنّما هو حضور له فاعلية استثنائية في رسم الاتجاهات الأساسية لراهن الحضارة الانسانية ومستقبلها.

 ـ  ضرورة توحيدية، ويفترضها التشظِّي الذي يعصف بالبلاد والمجتمعات الإسلامية ويجعل نُخبها ومثقّفيها ومكوّناتها الاجتماعية، أشبه بمستوطنات مغلقة. وَتَبَعاً لهذا التشظّي وكحاصل له، تنحدر هموم الأمة إلى المراتب الدنيا من اهتماماتها.

 ـ  ضرورة تنظيرية، وتتأتّى من الحاجة إلى استيلاد مفاهيم ونظريات ومعارف من شأنها تحفيز منتديات التفكير، وتنمية حركة النقاش والسجال والنقد...

 ـ  ضرورة‌ معرفيّة، وتنطلق من أهمية لمنطقة جاذبية تتداول فيها نخب المجتمعات الغربية والإسلامية الأفكار والمعارف، وتمتد عبرها خطوط التواصل في ما بينها.

 ـ  ضرورة نقدية، ويتلازم فيها تفعيل نقد الذات بالتوازي مع نقد الآخر الغربي.

الحقول المعرفية المقترحة لعلم الاستغراب

تقتضي مقاربة الاستغراب كمفهوم يرمز إلى منظومة تفكير حيال الغرب، العناية بالحقول المعرفية التالية:

 1. حقل معرفة الغرب ونقده: تتمحور دراسة الغرب من وجهة النظر المقترحة للإستغراب حول الأهداف التالية:

 ـ  التعرّف على المجتمعات الغربية كما هي في الواقع، وذلك من خلال مواكبة تطوّراتها العلمية والفكرية... وعبر ما تقدّمه نخب هذه المجتمعات من معارف في سياق تظهيرها للمفاهيم والأفكار التي يشهدها مطلع القرن الحادي والعشرين.

 ـ  التعرّف على المناهج والسياسات التي اعتمدها الغرب حيال الشرق والمجتمعات الإسلامية على وجه الخصوص، وذلك بقصد جلاء الحقائق وتبديد الأوهام التي استحلت التفكير المشرقي والإسلامي ردحاً طويلاً من الزمن.

 ـ  المتاخمة النقدية لقيم الغرب: وذلك من خلال نقد قيم الفكر الغربي وآثارها المترتّبة فكريّاً على الانتلجنسيا الإسلامية، وبيان آليات الاستغراب السلبي الناجمة منها... ، ونقد الغرب لذاته وخصوصاً لجهة ما يكتبه الفلاسفة والمفكّرون والباحثون الغربيون من الرواد والمعاصرين حول القضايا التي تعكس أحوال مجتمعاتهم، والتحوّلات التي تحتدم فيها تلك المجتمعات في الميادين المختلفة، إضافة إلى نقد النخب الإسلامية للغرب.

2. حقل نقد الاستغراب السلبي: ويكتسب هذا الحقل ضرورته المعرفية والنقدية من ثلاثة مقتضيات:

 ـ  وجوب تفكيك اللَّبس الذي تراكم في الوعي الإسلامي على امتداد أجيال من المتاخمة والاحتدام مع مواريث الحداثة الغربية بوجهيها المعرفي والكولونيالي. في سياق هذه المهمة يحدونا الأمل إلى بلورة نظرية معرفة ترسي قواعد فهم جديدة للأسس والتصوّرات التي يقوم عليها العقل الغربي، وهو الأمر الذي يفتح باب الإجابة على التساؤل عما لو تيسَّر لنا ان نكوِّن فهماً صائباً عن غربٍ انتج شتى أنواع الفنون والقيم والأفكار، وجاءنا في الوقت عينه بما لا حصر له من صنوف العنف والغزو والحروب المستدامة.

ـ  إنجاز تصوّرات لمنظومة معرفية تفضي إلى تسييل المعارف والمفاهيم الإسلامية ضمن تعرُّف خلاَّق لا تشوبه التباسات ثقافة الاستشراق وعيوبها. وما من ريب في أن الداعي إلى هذا التعرّف تجاوز الانسداد الحضاري الذي لا نزال نعيش تداعياته وآثاره على امتداد خمسة قرون خلت من ولادة الحداثة.

3. حقل الاستشراق والاستشراق المستحدث: يدخل الاستشراق ببعديه الكلاسيكي والمستحدث كمادة أصيلة في دراسة الغرب، وهو ما يتطلّب التعرُّف على مبانيه ومناهجه، فإنّ الغرب بمؤسّساته الفلسفية واللاهوتية والايديولوجية والسياسية، دخل في اختصام عميق مع الإسلام. حيث اشتغل على بناء منظومة في إطار حركة الاستشراق التي استهلّت رحلتها المعادية للإسلام بعد سقوط الأندلس عام 1492م.

وهذا ما يفرض إجراء تحويل جوهري في فضاء التناظر المعرفي بين الإسلام والغرب. قوام هذا التحويل، تفكيك التبعية التفكيرية للغرب ومناظرته على أرض التضاد الإيجابي. الأمر الذي يقيم الاستغراب على نشأة معاكسة للمسار والمحتوى والغايات التي أرادها له الاستشراق من سابق تصوّر وتصميم. وإنّ ذلك يوجب وعي حقيقة أنّ الإستشراق المستأنف أنشأ القابل الإسلامي وفق كلماته ورؤياه من دون أن يُحِلَّ فيه روح حداثته. والنتيجة أنّ الشرق ظل شاهداً براَّنياً على عقل الغرب، ونظيره الضعيف في آن. حتى أن كثيراً من الدارسين الغربيين لم يروا إلى الحركات الفكرية في الشرق الا كظلٍّ صامتٍ ينتظر من يهبه الحياة. الأمر الذي أدّى إلى حضور المستشرق الغربي حضوراً بيِّناً في إعادة تشكيل وعي الشرق وثقافته وفي طريقة تفكيره حيال نفسه وحيال الغرب في آن.

4 ـ حقل التنظير: التنظير بحسب فرضيتنا غير موقوف على توصيف ظاهر الحدث وترصّده. فإنه قبل أي شيء، مجهود متبصِّر يروم معاينة النَشَآت الأولى الكامنة في الظواهر والأحداث والأفكار والمفضية ثمة إلى ولادتها. تلقاء ذلك تنسلك مهمة المنِّظر في المسرى الانطولوجي؛ ولذا فهي مهمة طموحة تنظر إلى ما يتعدّى الاستكشاف والتحرِّي. لكأنها توعز للمُِنظِّر بعد أن فرغ من اختباراته المريرة في عالم الايديولوجيا وتحيزاتها، أن يعبر إلى الضفة الأخرى. إلى ما لا يتناهى التفكُّر فيه داخل منطقة فراغ يفترض أن يحرز المنظِّر معها مَلَكَة المبادرة إلى فتحٍ معرفي يكون في الآن عينه مؤتمناً عليه، وعاملاً على تغذيته وتسييله. ولأن من شأن الفراغ أن يشهد على اللاّيقين، فمن شأن التنظير أن يسبر الأغوار، ويعيّن التخوم، ويقترح التصوّرات والأفكار.

*   *   *

يندرج هذا الكتاب الحواري في سياق الإستراتيجية الفكرية والمعرفية التي رسمها المركز الإسلامي للدراسات الاستراتيجية، لبيان وبلورة نظرية لعلم معرفة الاستغراب. وقد حوى هذا العمل الذي نقدّمه للقارئ سلسلة محاورات مع عدد من المفكّرين والباحثين في الفكر الفلسفي والسياسي وعلم الاجتماع من العالمين العربي والإسلامي.

الأسئلة التي طرحت كانت موحّدة وتناولت جملة من الاستفهامات حول فهم الغرب انطلاقاً من رؤية كل من المشاركين في الحوار للتناظر الحضاري الحاصل مع الشرق العربي والإسلامي منذ بدايات النهضة الأوروبيّة مروراً بعصر الاستعمار وصولاً إلى حقبتنا المعاصرة.



نوع الكتاب : pdf.
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل حوارات في علم الاستغراب مع مفكرين وباحثين من العالمين العربي والإسلامي / ج1
مجموعة من المؤلفين
مجموعة من المؤلفين
Amr Hashem Rabie
"مجموعة من المؤلفين"، هو ركن للكتب التي شارك في تأليفها أكتر من كاتب ومؤلف، وهو قسم مميز مليء بالكتب التي تعددت الجهود في إخراجها على أكمل الوجوه. .



كتب اخرى في الفكر والفلسفة

الغزالي وفلسفته الكلامية PDF

قراءة و تحميل كتاب الغزالي وفلسفته الكلامية PDF مجانا

فضيلة الأنانية PDF

قراءة و تحميل كتاب فضيلة الأنانية PDF مجانا

ابن سينا واليسار الأرسطوطاليسي PDF

قراءة و تحميل كتاب ابن سينا واليسار الأرسطوطاليسي PDF مجانا

مارتن هايدغر .. مقاربات نقدية لنظامه الفلسفي PDF

قراءة و تحميل كتاب مارتن هايدغر .. مقاربات نقدية لنظامه الفلسفي PDF مجانا

التربية الخاطئة للغرب: كيف يشوه الإعلام الغربي صورة الإسلام ؟ PDF

قراءة و تحميل كتاب التربية الخاطئة للغرب: كيف يشوه الإعلام الغربي صورة الإسلام ؟ PDF مجانا

مصادر المعرفة PDF

قراءة و تحميل كتاب مصادر المعرفة PDF مجانا

إشكاليات القراءة وآليات التأويل PDF

قراءة و تحميل كتاب إشكاليات القراءة وآليات التأويل PDF مجانا

اللاهوت المعاصر، دراسات نقدية (الدين والعلوم المعرفية) PDF

قراءة و تحميل كتاب اللاهوت المعاصر، دراسات نقدية (الدين والعلوم المعرفية) PDF مجانا

المزيد من الفكر والفلسفة في مكتبة الفكر والفلسفة , المزيد من النجاح وتطوير الذات في مكتبة النجاح وتطوير الذات , المزيد من مقارنة الأديان في مكتبة مقارنة الأديان , المزيد من السياسة في مكتبة السياسة , المزيد من علم النفس في مكتبة علم النفس , المزيد من الهندسة الشاملة في مكتبة الهندسة الشاملة , المزيد من محمد صلى الله عليه وسلم في مكتبة محمد صلى الله عليه وسلم , المزيد من أوراق المؤتمرات والملتقيات العلمية في مكتبة أوراق المؤتمرات والملتقيات العلمية , المزيد من غير مصنفة في مكتبة غير مصنفة
عرض كل المكتبة التجريبية ..
اقرأ المزيد في مكتبة كتب إسلامية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تقنية المعلومات , اقرأ المزيد في مكتبة المناهج التعليمية والكتب الدراسية , اقرأ المزيد في مكتبة القصص والروايات والمجلّات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الهندسة والتكنولوجيا , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب والموسوعات العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تعلم اللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التنمية البشرية , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب التعليمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التاريخ , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأطفال قصص ومجلات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الطب , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب العلمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم سياسية وقانونية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأدب , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الروايات الأجنبية والعالمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب اللياقة البدنية والصحة العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأسرة والتربية الطبخ والديكور , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب الغير مصنّفة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب المعاجم واللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم عسكرية و قانون دولي
جميع مكتبات الكتب ..