إلا أنه رغم الأهمية الكبيرة التي أعطيت لزراعات الحبوب عامة، وللقمح بصفة خاصة، فإن مستويات الإنتاج تبقى غير مستقرة، ولازالت دون المستوى المرغوب نظرا لتضافر عدة عوامل بيئية وتقنية، من بينها، على الخصوص، التقلبات المناخية وعدم انتظام التساقطات المطرية والاستعمال المحدود لعوامل الإنتاج من بذور مختارة وأسمدة ومقاومة الأمراض...

وقصد معالجة هذه الاختلالات وإعطاء سلسلة الحبوب المكانة المتميزة التي تستحقها، جاء مخطط المغرب الأخضر لإعطاء دينامية جديدة لهذه السلسلة. ويتوقع هذا المخطط زيادة معدل الإنتاج من 5 مليون طن إلى حوالي 7 مليون طن سنويا في أفق سنة 2020 ، مع تقليص المساحة من 5,3 مليون هكتار إلى 4,2 مليون هكتار خلال نفس المدة، مما سيؤدي إلى خفض الكميات المستوردة بحوالي 20 في المائة.

ويلعب المكتب الوطني للإستشارة الفلاحية دورا مهما في مواكبة

مشاريع مخطط المغرب الأخضر الخاصة بهذه السلسلة، وتأطير الفلاحين من أجل اعتماد التقنيات الحديثة والممارسات الجيدة بهدف تحسين الإنتاج. وقصد إنجاح هذه الزراعة، يتعين على الفلاح أن يكون على دراية بالمتطلبات الميدانية والمناخية، وأن يكون ملما بالممارسات التقنية الجيدة والسليمة في المجالات المرتبطة بالإنتاج والتثمين والجني، وأن يتعرف على أهم الأمراض والآفات التي تصيب هذه الزراعة، وذلك بغية تحقيق الزيادة في الإنتاجية وبالتالي، الرفع من المداخيل.